8 أضعاف الحد الأدنى للأجور بدّدها كل مطلق رصاص في رأس السنة!
بالأمس أوقفت المخابرات في الجيش اللّبناني مواطنين متهمين بسلسلة من التجاوزات أبرزها إطلاق النار ليلة رأس السنة. هذان الرجلان كانا من بين عشرات أطلقوا نيرانهم “الغشيمة” في هذه اللّيلة بحيث ازينّت سماء لبنان بخطوط رصاصات الأسلحة النارية رغم تحذيرات الدولة والقوة الأمنية بعدم إطلاق النار حرصا على سلامة البنانيين من الرصاص الطائش، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وكانت القوى الأمنية قد عمّمت أسماء 238 شخصًا شاركوا بإطلاق النار وهو موزّعون على كافة الأراضي اللبنانية.
اللافت في الأمر، أنّ الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر على لبنان وعلى اللبنانيين لم تكن رادعًا للتوقّف عن اطلاق النار خاصة أن أسعار الطلقات النارية تحسب بالدولار الأمريكي.
بعملية حسابية صغيرة للمبالغ التي حرقت في هذه الليلة يتبيّن أنّ كل واحد من هؤلاء الذين عمّمت أسماؤهم تكبّد تكلفة ما بين الـ 200 والـ 300 دولار، وذلك في حال سلّمنا أن اللّبنانيين بمعظمهم يمتلكون ثلاثة أو أربعة أنواع أسلحة، منها مسدس تسعة يتسع لـ 9،12،14 رصاصة، وسلاح الكلاشنكوف و الـ m4 وكلاهما يتّسع لثلاثين طلقة، وقذيفة الـ b7 التي سُمِع أصوات طلقاتِها في ليلة رأس السنة،
سنقسم عدد أسماء الملاحقين من قبل الدولة وهو 238 شخصا، على هذه الأنواع التي من المفترض قد أستخدمت:
مسدس تسعة سعر رصاصته 1.5$ ولنفترض استخدم مشط يسع 14 رصاصة : 90 شخص*(14*1.5)= 1890$ اذا اطلق مشط واحد.
الكلاشينكوف يتّسع لـ 30 رصاصة وسعرها 1$ : 90 شخص*(30*1)= 2700$
الـ m4 يتسع أيضا لـ 30 رصاصة وسعرها 2$ : 50 شخص*(30*2)= 3000$
قذيفة B7 سعرها يتراوح بين ال 100 و150 $ : 8 أشخاص*150 = 1200$
هذه الحسابات التقديرة للمبلغ الذي دفع من قبل كل شخص أطلق النار تتراوح بين ال 200 وال 300 دولار، اي ما بين الستة ملايين والتسعة ملايين ليرة لبنانية، أي ما بين ثمانية أو ثلاثة عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور!
إلى جانب الهدر المالي هناك ما هو أخطر، وهو الهدر بالأرواح، فمن خلال رصد وسائل الإعلام وتقارير قوى الأمن الداخلي خلال أعوام 2010-2021، فقد سقط ضحية الرصاص الطائش 81 قتيلاً و169 جريحاً، أي بمعدّل سنوي 7 قتلى و15 جريحاً، بحسب تقرير “الدولية للمعلومات”.